السبت، 12 يوليو 2014

آلله أمركم بهذا ؟



آلله أمركم بهذا ؟

 


 

إنهم المرتدون ..

الكفرة ..

الفسقة ..

العاصون ..

المذنبون

كلهم للموت مستحقون ..

يرددود و يرددون ..

وهم فاعلون ..

ينحرون .. يقطعون .. يعذبون ..

" لقد جئتكم بالذبح "

هذا كل ما إحتوته عقولهم المليئة الفارغة ..

مليئة بالدمار و القتل و مناظر الدماء ..

مليئة بالموت ..

فارغة من الحياة !

 

إنهم متحمسون ..

يضحون ..

لا يبالون ..

في سبيل الشقاء !

أضاعوا طريق السعداء !

ربما لا يخالج أحدهم الشك في ما يفعل..

نحن على صواب .. وكل من خالفنا كافر ..

نحن مع الله ..

وكل من سوانا شيطانٌ أبالسة ..

إنهم "الأخسرين أعمالا"و هم لا يحسنون صنعاً !

 

وهنا كل خطورة هذه "الأيديولوجية الدينية " !

تدفع أصحابها لفعل كل شيء منكر أو مقزز أو فاحش ..

يقدمون كل تضحية ممكنه في سبيل فكرة أمنوا بها ..

أو دفعوا للإيمان بها !

أو تظاهروا الإيمان بها !

فيقطعون الرؤوس و الأبدان و الأطراف..

بإسم الله !

يعذبون و يجلدون و يهينون ..

بإسم الله !

يفجرون أنفسهم أشلاءً في وسط أبرياء ..

بإسم الله !

إنهم يحاربون الحياة فقط !

أصبح مستفزاً لهم رؤية كل ملامحها و تفاصيلها و جزيئاتها !

لا يسعون إلا لنشر الموت و الموت فقط !

ومن لم يصل لهذه المرحلة "الداعشية" ..

أصبح مؤهلاً للوصول لها ..

فكلهم يحارب الجمال و الفن و الحياة !

و كأنما إقتصرت المعمورة عليهم فقط !

 

آلله أمركم بهذا ؟

 

سيقولون .. نعم !

 

هم من هنا .. لا من هناك !

أما من ذهب للتعليل و التفسير و التنظير بأن

هؤلاء هم صنائع غربية أو شرقية فقد ذهب به الخطأ

كل مذهب ..

يغالط نفسه قبل غيرة من يقول بهذا ..

أو يحاول الهروب بشكل غير لائق أو مقزز !

قد يكون هناك تحريك أو توجيه أو دعم كثير كان أو قليل ..

لكن هذا الفكر نشأ هنا .. ولم يكن له أن يظهر إلا هنا ..

هو فكر لم يهبط من السماء أو يخرج من أعماق الأرض ..

هو نتيجة فكر متراكم على مدى سنين طويلة ..

كانت السلفية والوهابية اللاعب الأكبر فيه !

هم مجرد إمتداد "طبيعي" للرؤى و الأفكار و الإتجاهات

التي تراكمت على مدى طويل !

 

الإقصاء !


كان أحد أهم ركائز هذا التراث ..

قد يخبو حيناً و يشتعل أحيانا ..

بمختلف درجاته وطبقاته ..

فقد يرتفع الإقصاء ليصل التكفير و القتل و إستحلال الدماء ..

أو يقل للتبديع أو التنفير أو الإستبعاد ..

يقل أو يزيد على حسب ظروف السياسية أو الدينية..

هذا من ذاك .. ولا فرق !



 

آلله أمركم بهذا ؟




أن تنسونا ..
أن تتقاتلون فيما بينكم ..
مدعين أنكم تقتلون بعضكم لأجلنا !
كل دعواتكم لنصرتنا تنفقونها في ضرب بعضكم بعض!
أصبحت ألامنا وتراً يضربه حكامكم ليُلهوا به شعوبهم ..
جميعكم كاذبون !
عن السلطة أو المال أو الجاه باحثون ..
في الحقيقة كلكم خائنون ..
خائنون ..
خائنون !

آلله أمركم بهذا ؟

أخشى أن نقول ..
 نعم !

 

 


 

الأحد، 13 أكتوبر 2013

#قيادة_26اكتوبر , و جارتنا البدوية !






في صغيري عشت "ردحاً" من الزمن في إحدى القرى الصغيرة , الصغيرة في الحجم و العدد و العدة , لكنها كانت كبيرة وحية في ذاكرتي و مخيلتي .
كانت الصحراء تحيط بها من كل جانب , لم تملك الكثير من الشوارع أو الإشارات الضوئية أو المحال الكبيرة كانت أو الصغيرة بل كانت قرية "ملمومة" الكل يعرف الكل !
هي الأخرى لها "خصوصية" تميزها , فالناس رجالاً و نساءً كباراً و صغاراً كانوا لا يزالون يحتفظون بكثير من ارتباطهم بطبيعتهم , في تعاملهم و تصرفاتهم و أكلهم و شربهم و هندامهم و الأهم في أرواحهم !

في البيت المجاور لنا كان هناك ثلاث نساء أمٌ و إبنتيها , لم يكن لهم معيل ثابت أو "ولي أمر"متواجد , لهم أقارب يكتفون بزيارتهم من وقت لأخر .
و لكن هذا الأمر لم يكن ذو أهمية كبرى أو يشكل حاجة مصيرية .
"يملكون" منزلاً جيداً بمقاييس تلك القرية , و دخل معقول من خلال الأنعام التي يملكونها ولم يكن هذا كل شيء !
كانوا يملكون"شاصاً"  !
أو بعبارة أدق سيارة دفع رباعي كبيرة الحجم !

لم يكونوا بحاجة أحد , أو هكذا كان ظاهرياً فكل تكاليف الذهاب لقضاء الاحتياجات اليومية أو الذهاب بعيداً في الصحراء أو التسوق من أيٍ من محال القرية لا يتطلب سوى الركوب في سيارتهم الخاصة و الإنطلاق مباشرة !
لم تكن المسألة معقدة أو صعبة عليهم , فالإبنتين غالباً كانوا هم من يذهب في قضاء الإحتياجات اليومية بقيادة ذلك "الشاص" العتيق .
ولم يكونوا هم الحالة الشاذة , فغيرهن الكثير يقدن سياراتهن و بكل "أريحية" في الصحراء أو حتى على  إمتداد شوارع القرية !
و إستمر الأمر كذلك حتى غادرنا تلك القرية و لم يتغير شيء كثير فلم نسمع أن حدث حادث غير مألوف بسبب قيادة هؤلاء النسوة بل كانت الأمور تسير بكل سهولة و يسير و حتى لو "بنشرت" سيارة إحداهن !

ولا أعلم إذا ما  ظلت جارتنا البدوية تواصل قيادة سيارتها بتلك "الأريحية" في ذلك الزمن أم أن "الخصوصية" قد شملتها هي الأخرى ! , و أمست الآن من ضمن المشاركين في   #قيادة_26اكتوبر .

أو أن جفاف الصحراء أبعد عنها الصراع بين التيارات المختلفة بين من إختاروا حياة  أكثر "تمدن" و لازالت خلف مقود سيارتها لا تعبئ بشيء من تعقيدات الحياة الأكثر "تحضراً" !

أما آن لهذا الجدل أن ينتهي ؟

ولا زلنا بعد هذه العقود الطويلة من تبادل الصراخ و الشتائم قبل النقاش و الحوار الغير مفيد في مجملة حول هل تقود المرأة سيارتها أو لا ؟
ضاع الكثير من الوقت و المجهود و "صرف" النظر عن كثير من الأمور الأكثر أهمية و حيوية و ما يخص مستقبل الأرض و الإنسان لصالح هذا الجدل الذي لا ينتهي .

كان بالإمكان أن يسير هذا الأمر كما هي الأمور الأخرى في زمن سابق ويتخطى المجتمع هذه المعضلة قبل عقود طويلة و يكسر الجدران التي صنعها حول نفسه و أحاط بها موضوع قيادة السيارة كما حدث لتعليم المرأة مثلاً ! .
 لكن الصراعات حول مركز السلطة كان لها رأي أخر , ثم أصبح هذا الموضوع مجرد وسيلة لشغل الرأي العام عن قضايا أخرى أكثر أهمية و حساسية .

في الحقيقة السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحضر قيادة المرأة , ثم لو شاهدنا تصاريح المسئولين الرسميين لوجدنا أنهم "يرمون" السبب إلى توجهات المجتمع , و من جهة أخرى نجد أن المجتمع منقسم حول نفسه ولا يوجد وجهة نظر موحدة فهم ما بين مؤيد و معارض و يعيدون هم بدورهم الكرة إلى الجهات المسئولة ! و هكذا تتناقل الكرة بين الطرفين بلا نهاية , لازال الأمر كما هو !



6 نوفمبر .. عندما طارت عائشة في الفضاء !

ربما أبرز حدث أو تجربة هي تلك التي حدثت في 6 نوفمبر 1990 عندما قامت مجموعه من النساء وصل عددهن حسب بعض المواقع إلى 47 و باستخدام 13 سيارة جابوا بعض شوارع الرياض في تحدي لكسر الحظر الحكومي لكن في النهاية إنتهى بهم المطاف  إلى التوقيف و كتابة التعهدات و مواجهة العديد من المشاكل في أعمالهن و خصوصاً الأكاديميات منهن .

وفي خلفية الموضوع أن البداية كانت مع وصول القوات الأجنبية  في خضم حمى حرب الخليج بأعداد كبير لم يعد من المستغرب مشاهدة المجندات الأمريكيات يقدن السيارات في الصحراء أو المجمعات العسكرية أو في المناطق السكنية , الأمر الذي سبب بعض الحرج للموقف الحكومي الرسمي الذي طلب أن تبقى قيادة المجندات الأمريكيات داخل الصحراء أو المناطق العسكرية فقط .
ولم يكن الأمر مقتصراً على الأمريكيات فهناك الكثير من العوائل الكويتية اللاجئة قد قامت بناتهن أو أمهاتهن بالقيادة في شوارع المنطقة الشرقية خصوصاً و المملكة عموماً الأمر الذي أعاد حسابات الكثير من السيدات و أولهن سيدة قادت هذه الحركة هي السيدة عائشة المانع .
في يوم 19 أكتوبر عندما كانت عائدة من زيارة للمنطقة الشرقية إلى الرياض طلبت عائشة من سائقها الرجوع للخلف و تولت هي عجلة القيادة , وقادت بإتجاه الرياض لمسافة 200 ميل , وكانت تعلمت القيادة عندما كانت طالبة في الولايات المتحدة .

" كان إحساساً مدهشاَ كما لو كنت أطير في الفضاء "

هكذا كانت تعبيرها بعد رحلتها المثيرة و الفريدة , عندما عادت حكت لصديقاتها ما حدث في رحلتها و كيف سمح لها الجنود بالدخول بعد أبرزت لهم بطاقتها الشخصية الذين كانوا من "البدو" فلم يدهشوا كثيراً كونهم معتادين على هذا المنظر في الصحراء و القرى الصغيرة .
و بعد أن تمت المغامرة الجماعية التي إنتهت كما أسلفنا بالإضافة إلى كم كبير من الدعوات و الصرخات الشامتة و المستنكرة وربما وصلت إلى القذف و السب و الشتم و تدخل عشاق نظرية المؤامرة !

"إن ما نمر به هو عقوبة من الله بسبب ما أحدثه هؤلاء العاصيات "

كان صراخ بعض خطباء المساجد تعليقاً على الحدث وربطاً بين موضوع القيادة و الحرب ! *
قد لا تكون تلك المغامرة إنتهت كما تمنت صاحباتها لكن تبقى حدث فريد في ظل المكان و الزمان !

هل تكون #قيادة_26أكتوبر   6 نوفمبر أخرى ؟

الدعوات لقيادة #قيادة_26أكتوبر قد تكون أكثر حدة و صدى من نظيرتها التسعينيه و طبعاً الفضل يعود لتطور الوسيلة الإعلامية .
فكل شيء – لو حدث – سيكون موثق و مصور و مذاع لكل أنحاء العالم , بل حتى ردة الفعل قد تكون مختلفة .

هناك الكثير يجزم على قرب حدوث قرار حكومي يجيز و يعطي المرأة أحقية القيادة في ظل إنحسار و تغير وجهة نظر الكثير من المعارضين .
لكن الأهم النتائج المتوقعة لـ #قيادة_26أكتوبر  هل ستؤدي لنتائج أفضل من نظيرتها السابقة في حال حدوثها ولو بشكل جزئي ؟

شاهدنا الأيام الماضية عدد من النساء قدن سياراتهن في شوارع الرياض بالمزامنة مع الدعوة للقيادة و شاركن تجاربهن من خلال موقع يوتيوب و أشهرهن بالطبع إيمان الفنجان التي وردت أنباء عن تعرضها للتوقيف بعد مشاركتها الفديو الخاص بتجربة القيادة هي الأخرى في يوتيوب .


و وجهة النظر الحكومية – مرة أخرى – تؤكد على أنة لا يوجد نظام رسمي يمنع القيادة النسائية , و النظام المروري لا يمنع سوى من لا يوجد لديها رخصة قيادة و بطبيعة الحال لا يوجد امرأة سعودية تملك رخصة قيادة سعودية , الأمر الذي سيؤدي لتحرير مخالفة لمن تقود سيارتها لا أكثر .

لكن في حال تحول الأمر لقيادة جماعية يشارك فيها عدد كبير فربما ستتغير عندها وجهة النظر الحكومية و وتدخل فيها "حسابات" حكومية أخرى !
وربما عندها يضيع الموضوع الأساسي و هو القيادة لصالح مواضيع أخرى سيتم إقحامها في صلب الموضوع و ينتهي الأمر كما حدث في أوائل التسعينيات !
لذلك المسألة تحتاج وعي و صبر و توعية أكثر لا تسرع و الدخول في صدامات تؤدي إلى تغير المسار لمسار أخر و لكي لا تنتهي #قيادة_26أكتوبر كما إنتهت 6 نوفمبر !



* بتصرف من كتاب المملكة من الدخل ’ روبرت ليسي 




السبت، 28 سبتمبر 2013

الظروف العربية الراهنة !






الظروف العربية الراهنة ! 

في أحد مؤلفات القصيبي – و لا أتذكر بالتحديد أي منها ولا النص بصورة دقيقة  – يقول في مجمل تعليقه على عبارة " الظروف العربية الراهنة"  :
لدي صديق في الستين من عمرة يقول أنة منذ أن كان طفلاً وهو يسمع عبارة " الظروف العربية الراهنة " و ها أنا وصلت الستين و لازالت تُردد هذه العبارة .
هذا الكلام حدث و القصيبي كان في الأربعينات من عمرة و الآن نحن في السنة الثالثة بعد وفاته – رحمة الله – في السبعين من عمرة .

عبارة "الظروف العربية الراهنة" هي ليست " راهنة " ! .
بل هي ممتدة و متشعبة و متأصلة في نفوس و كلام و أفعال العرب , و من متى لم تكن لديهم " ظروف عربية راهنة " ؟
هي أكثر عبارة سمع بها العرب تصف مدى سوء حالتهم و في ظنهم أنها مجرد ظروف راهنة و ستزول قريباً أو حتى بعيداً  .
في نشرات الأخبار كل يوم و كل ساعة نستمع إلى نفس العبارة "الظروف العربية الراهنة" عند الحديث عن فلسطين أو العراق أو الشام أو عن مغارب العرب أو مشارقهم أو أي مكان يتواجد به عربي ! .
ومرت عقود طويلة بل هي قرون طويلة ولازالوا يؤكدون أنها مجرد "راهنة" و أنها عارض سيسهل شفائه أو إصابة سيزول ألمها , و لكنها .. لا تنهي ! .

و في كل مرة يؤكدون على " العرضية" أو أنها "راهنة"  أو يحاولون الهروب بقصد أو بغير قصد من واقعهم الماضي و الحاضر و يكررون نفس الخطأ في مستقبلهم بدون أدنى محاولة للتعلم من أخطائهم و تاريخهم المثير للشفقة في هذا الجانب .

عبارة للـ"الحروب" .. وليست فقط للـ"الهروب" ! 

وهم مع هذا يستخدمون هذه العبارة "الظروف العربية الراهنة" ليس فقط في الهروب من واقع أو التبرير لخطأ يقعون فيه بل يستخدمونها بشكل أشد ضراوة و قذارة ضد أي محاولة للتغير أو الإصلاح أو التهذيب .
فكل من تسول له نفسه محاولة تقديم يد العون ولو بفكرة هبوا علية صارخين ألا ترى "الظروف العربية الراهنة" ؟
كيف تسمح لنفسك أن تسبب مزيد من التوتر أو الفوضى أو الفتنة في هذا الوقت ؟هكذا يتم الرد علية بكل قسوة , ثم يردفون على ذلك " كيف تسول له نفسه في هذا الوقت تحديداً أن يتفوه بمثل هذه الهرطقة ؟ لا شك أن خلفه بالطبع أيدي عابثة طامعة خارجية و تعمل على التدمير و الهدم  لكل المنجزات العربية و الوطنية !
هذا الأحمق الذي قرر أن "يصلح " أو يحاول ألا يرى ما نحن فيه من "الظروف العربية الراهنة" ؟

"الظروف العربية الراهنة"
في جاهليتهم يغزون بعضهم بعضاً و يسبون بعضهم بعضاً تحت شعار " الفروسية و النبل و الأخلاق الكريمة "  .

"الظروف العربية الراهنة"
وبعد وفاة نبيهم الكريم لم يستمروا أكثر من 24 سنة حتى عادوا لقتال بعضهم بعضاً و كأن العربي لا يستطيع أن يبني مجدة إلا على حساب العربي الأخر .

"الظروف العربية الراهنة"
ألم تحكم دولة أمية بحد السيف و وضعه على الرقاب ثم يأتي العباسيون ويضعون أسلافهم تحت سجادة طعامهم جثث هامدة ؟
ثم إنقسموا دويلات كل منهم همه أن يغزوا الأخر و يستبيح دياره !

"الظروف العربية الراهنة"
ألم يشاهدوا كيف يخون حكام العرب بعضهم بعضاً ليحافظ كل منهم على عرشة  ؟

"الظروف العربية الراهنة"
ألم يشاهدوا كيف يقتل طغاتهم شعوبهم أو يلقون بهم في غياهب السجون فقط لكي لا ينطقوا ؟

"الظروف العربية الراهنة"
كل هذا التاريخ ولازال يعتقدون أن "الظروف العربية الراهنة" راهنة ؟
كم كان سيكون رائعاً أن تكون هذه "الظروف العربية الراهنة" فقط في زمن صديق القصيبي أو حتى في زمنه أو أزماننا نحن فقط !

كان جميلاً أن تكون فعلاً "الظروف العربية الراهنة" راهنة !
أن تكون مرتهنه بوقت محدود و مكان محدود ولكن هذا لم يكن ! , بل هي مستمرة و متدفقة بلا توقف ! .

الحقيقة أن العرب هم حبيسوا ظروفهم الراهنة التي يصنعونها بأيديهم , يبنون من حولهم السجون ذات الأسوار ألا نهائيه ثم لا يجيدون شيء سوى ندب أنفسهم و إلقاء اللوم و كل اللوم على "الظروف" البريئة من أفعالهم !

تلك الظروف المسكينة التي لم يكن لها ذنب سوى التواجد في قاموسهم العربي , ذالك الشيء الذي لم يبدع العرب في التعامل مع شيء أكثر منه !
إنهم يجيدون الحديث و الكلام و النطق بكل أنواعه , أجادوا الشعر و النثر و الخطابة و المحسنات البلاغية و أصبحت مجال تفاخرهم الأول هو الكلام و الكلام فقط !

أصبحوا الأكثر تواجد و حديث و نقاش و صراخ و ندب على صفحات تويتر الذي نجح لديهم كما لم يفعل شيء قط .
و لماذا ؟
لأنة مجرد كلام ..
عشقهم القديم الحديث و القادم !
ولا زالت "الظروف العربية الراهنة" مستمرة ولا زال الحديث عن "الظروف العربية الراهنة" مستمراً ..
الحديث و الحديث فقط ! .